"المطر! سيهطل المطر!" كنت أتأكد من أن قطيع الماعز بأمان، عندما سمعت أخي الأصغر يناديني من التلّ فوق قريتنا. لقد أرسلني والدي إلى هناك منذ 3 أسابيع، عندما توقعنا هطول المطر بسرعة. اسمي علي وأعيش في السودان. في بلدي، إنها تمطر لفترة قصيرة كل عام، لذا فإن المطر مهمّ جداً بالنسبة إلينا. قد نعيش في بلد جاف جداً، ولكن هذا لا يعني أننا نستطيع العيش بدون ماء!

ركضت إلى التلّ لملاقاة أخي. ورأيت، بعيداً جداً عبر السهل، سُحب العاصفة تتجه نحونا. كانت هائلة ورمادية وممتلئة بالماء. فبدأت أيضاً بالصراخ أن المطر سيهطل... وسرعان ما انضمّت إلينا القرية بأكملها. شعرنا، بسرعة، بالريح الباردة تتقدم نحونا. ولفح الهواء الرطب خدّي. لقد كنت متحمساً جداً!

فالمطر يعني لنا أشياء كثيرة. يعني، أولاً، الماء لمحاصيلنا الزراعية ولحيواناتنا، الماء الذي لن نضطّر إلى سحبه من الآبار أو حمله لمسافة طويلة عبر أرضنا الجافة. ويعني، ثانياً، وليمة، إذ أنه، عندما تمطر للمرة الأولى، نحتفل بذلك عبر إقامة وليمة كبيرة جداً من بقايا الطعام المخزّن طوال العام. ويعني المطر، ثالثاً، العمل الدؤوب، لأن كل شيء سينمو قريباً وسيتوجب علينا العمل بجد في حقولنا.

تأخر المطر هذا العام كثيراً، لأكثر من شهر. لذلك، ستكون وليمتنا صغيرة جداً ولكن هذا لا يهمّ. سيتوفر قريباً ماء نظيف وصافٍ نشربه، وطعام طازج نأكله. المطر يعطي الحياة!